رسائل مفتوحة إلى الرئيس الأميركي في الواشنطن بوست، 1 من 2
ما هي استراتيجية الرئيس باراك أوباما لمواجهة التزايد المُتوقع في تمويل النظام الإيراني للإرهاب بعد الصفقة النووية؟
لاهاي، 8 كانون الأول/ديسمبر 2015 – نشرت حملة (نامه شام) (1) أمس الاثنين أولى رسالتين مفتوحتين جديدتين إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في صحيفة واشنطن بوست.
وتركز الرسالة على تمويل النظام الإيراني لأنشطة ومجموعات إرهابية عبر الشرق الأوسط منذ الثمانينيات. وتحث الرسالة الرئيس أوباما على التعامل مع التزايد المُتوقع في ما تصفه المجموعة بـ “تمويل إيران للإرهاب” بعد رفع العقوبات عنها كجزء من الصفقة النووية التي تم التوصل إليها في تموز/يوليو 2015.
تحت عنوان “إيران ستستمر بتمويل الإرهاب، سيادة الرئيس”، تبدأ الرسالة بالقول: “بعد توقيع الصفقة النووية مع إيران في تموز/يوليو 2015، سيحصل النظام الإيراني عام 2016 على 100 إلى 150 مليار دولار من أرصدته المجمدة بسبب العقوبات، بالإضافة لعائدات تصدير النفط. ومن المتوقع أن يُضخّ جزء من هذه الأموال لإنعاش الاقتصاد الإيراني المتهالك، لكن لا شك أن جزءاً كبيراً من الدولارات الجديدة سيُستخدم لتمويل أنشطة النظام الإيراني الإرهابية وسياساته المزعزعة للاستقرار في سوريا وغيرها من بلدان الشرق الأوسط.”
“في تقرير جديد بعنوان “تمويل الإرهاب”، قمنا بحساب أن النظام الإيراني، منذ اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، يدعم آلة القتل الأسدية بمساعدات تتراوح قيمتها بين ثلاثة وخمسة مليار دولار سنوياً. وقد ساهمت هذه “المساعدات” في قتل أكثر من 300 ألف شخص، وتشريد أكثر من سبعة ملايين شخص داخل سوريا وحوالي أربعة ملايين إلى دول الجوار.”(2)
“بالإضافة إلى ذلك، يقدّم النظام الإيراني إلى حزب الله اللبناني بين 100 و200 مليون دولار سنوياً منذ أوائل الثمانينيات. ولا يشمل ذلك شحنات الأسلحة والدفعات الخاصة. كما تلقت الميشليات الشيعية في العراق من إيران بين 10 و35 مليون دولار سنوياً بين عامي 2005 و 2009. وقد زاد هذا المبلغ إلى ما يقدّر بـ 100 و200 مليون دولار سنوياً منذ عام 2009.”
“كما قدّمت إيران إلى حركة حماس الفلسطينية بين 100 و250 مليون دولار بين عامي 2007 و2011. وتتلقى حركة الجهاد الإسلامي من إيران بين 100 و150 مليون دولار سنوياً منذ عام 2007. وتتلقى ميليشيا الحوثي في اليمن بين 10 و25 مليون دولار منذ عام 2010، بعضها نقداً لكن في الغالب على شكل أسلحة وتدريب.”
“تخلص نتائج بحثنا إلى أن حجم الإنفاق الإيراني السخي على تمويل الإرهاب في الشرق الأوسط خلال المدد الزمنية المحددة أعلاه قد تراوح بين 20 و80 مليار دولار منذ أوائل الثمانينيات. ونعتقد أن هذه السياسة ستستمر خلال عام 2016. لا يمكن أن يصبّ ذلك في مصلحة الولايات المتحدة وحلفائها.”
تطلب الرسالة بعد ذلك من الرئيس أوباما أن يقوم بالخطوات التالية:
- “التعامل مع الحرب في سوريا باعتبارها نزاعاً مسلحاً دولياً طرفاه الأساسيان احتلال أجنبي من قبل إيران وروسيا ونضال تحرري من قبل الشعب السوري ضد هذا الاحتلال الأجنبي.
- إحالة الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي للتحقيق في جميع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا.
- الضغط على روسيا من خلال المزيد من العقوبات الاقتصادية والعزل الدبلوماسي من أجل دفعها لفك ارتباطها بالنظام الإيراني ولتصبح جزءاً من الحلّ في سوريا.
- الوفاء بوعودك بتسليح وتدريب ما يكفي من الثوار السوريين المعتدلين، ليس فقط لمحاربة داعش، بل كذلك لمحاربة المجموعات المرتبطة بالقاعدة وقوات وميليشيات النظامين السوري والإيراني.
- فرض مناطق حظر جوي لحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء سوريا، تماشياً مع عُرف “مسؤولية الحماية” الدولية.
- مساعدة السوريين في بناء دولة ديمقراطية يسود فيها حكم القانون، ولا مكان فيها للأسد وداعميه.”
وتختتم الرسالة بالقول: “سيادة الرئيس، وحدها الولايات المتحدة الأميركية من يستطيع إنقاذ سوريا والشرق الأوسط من المزيد من التفتت.”
هذا وقد نُشرت الرسالة المفتوحة إلى جانب صورة عملة ورقية سورية معدّلة وساخرة تحمل صورة الجنرال قاسم سليماني، الحاكم الفعلي لسوريا، كانت (نامه شام) قد أصدرتها لتصوير الاحتلال الإيراني لسوريا.(3)
ملاحظات للمحررين:
نشرت (نامه شام) في أيار/مايو وحزيران/يونيو 2015 أربع رسائل مفنوحة إلى الرئيس أوباما في صحيفة الواشنطن بوست:
- الرسالة الأولى، 5 أيار/مايو 2015
- الرسالة الثانية، 19 أيار/مايو 2015
- الرسالة الثالثة، 23 حزيران/يونيو 2015
- الرسالة الرابعة، 30 حزيران/يونيو 2015.
1. (نامه شام)، التي تعني “رسائل من الشام” بالفارسية، مجموعة من الناشطين والصحفيين المواطنين الإيرانيين والسوريين واللبنانيين، تركز على كشف دور النظام الإيراني في سوريا. للمزيد من المعلومات عن المجموعة ونشاطاتها، انظر www.naameshaam.org.
تتلقى (نامه شام) الدعم من مؤسسة (حكم القانون) في هولندا،www.lawrules.org.
2. تستند الرسالة المفتوحة الجديدة إلى تقرير جديد لنامه شام يحمل عنوان “تمويل الإرهاب – الأثر الاقتصادي لبرنامج إيران النووي ولدعمها لمجموعات مسلحة في الشرق الأوسط”، صدر في واشنطن يوم 7 كانون الأول/ديسمبر 2015. أنظر(ي) هنا.
وكانت نامه شام قد أصدرت تقريرين معمقين آخرين عن دورالنظام الإيراني في سوريا
“التطهير الطائفي الصامت: الدور الإيراني في التدمير والتهجير في سوريا” (أيار/مايو 2015). تجدون النص الكامل للتقرير بالإنكليزية على هذا الرابط، وبالعربية على هذا الرابط.
“إيران في سوريا: من حليف للنظام إلى قوة احتلال” (تشرين الثاني/نوفمبر 2014). تجدون النص الكامل للتقرير بالإنكليزية على هذا الرابط، والملخص التنفيذي للتقرير بالعربية على هذا الرابط.
3. انظر(ي) هنا.