Select language / زبان خود را انتخاب کنيد

ناشطون إيرانيون للمعارضة السورية: لماذا لا تتحدثون إلينا؟

NaameShaam_logoاجتمع عدد من الناشطين والصحفيينالمواطنين الإيرانيين في الذكرى الثالثة لانطلاق الثورة السورية (18 آذار/مارس 2014) لمناقشة الوضع الراهن للثورة السورية وكيف يمكن للإيرانيين أن يساندوها.

تمخّض الاجتماع، من بين أشياء أخرى، عن الرسالة المفتوحة التالية إلى المعارضة السورية، إذ اتفق كل من كان حاضراً في الاجتماع على أهمية هذه القضية في هذه المرحلة.

باعتبارها أحد المشاريع الإعلامية الإيرانية القليلة التي تركز على الثورة السورية ودور النظام الإيراني في قمعها، أخذت (نامه شام) [1] على عاتقها مهمة ترجمة ونشر الرسالة. فيما يلي نصها الكامل.

—–

الأصدقاء الأعزاء في المعارضة السوية،

نحن مجموعة من الناشطين والصحفيينالمواطنين الإيرانيين. نتابع أخبار الثورة السورية منذ ثلاث سنوات بكثير من الألم والانزعاج. نرسل لكم هذه الرسالة للتعبير عن خيبة أملنا بنقص المعلومات الموجهة للرأي العام الإيراني الصادرة من طرفكم، ولدعوتكم لإعادة النظر في استراتيجيتكم وتكتيكم السياسي فيما يتعلق بتعبئة المجتمع الدولي لنصرة نضالكم الأسطوري ضد النظام السوري المجرم.

المشكلة

من الغريب حقاً أن المعارضة السورية، بعد ثلاث سنوات كاملة، لم تبذل أي جهد أو محاولة للتحدث إلى عامّة الإيرانيين. نحن على الأقل لم نسمع بأية محاولات من هذا النوع. ونظراً لمدى وحجم دور الحكومة الإيرانية في الحرب المستمرة في سوريا، نجد هذه السقطةغريبة بالفعل – وهو أقل ما يمكن أن يُقال فيها.

النتيجة أن معظم الإيرانيين لا يكادون يعرفون شيئاً عما يحدث فعلاً داخل سوريا. أولئك الذين يعرفون الشيء القليل، يستقون أخبارهمفي الغالب من وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية – أي أنهم لا يسمعون ويقرؤون سوى دعاية النظامين السوري والإيراني. فكيف تتوقعون من الإيرانيين، والحال هذه، أن يتعاطفوا مع قضيتكم ويناصروها؟

أمثلة

إليكم بضعة أمثلة:

لقد سمعنا عن كثير من المعارضين والناشطين السوريين الذين ينظمون اجتماعات وفعاليات تخاطب الرأي العام في بلدان مختلفة، غربيّة في الغالب. لكننا لم نسمع يوماً بأي سوري نظّم فعالية أو حواراً، أو حتى أصدر بياناً، يخاطب فيه الرأي العام الإيراني أو المعارضة الإيرانية، بمن في ذلك الجاليات الإيرانية في تلك البلدان الغربية عينها.

يقدّم الكثير من مواقع المعارضة السورية معلومات وأخباراً بلغات أخرى غير العربية، أوروبية في الغالب. ورغم تفهمنا للأسباب التاريخية والتقنية لذلك، كان المرء يتوقع أن تُترجم على الأقل بعض الوثائق والأخبار الأساسية إلى لغات أخرى ذات أهمية (من حيث التأثير الممكن للناطقين بها على الأحداث في سوريا)، ونقصد بذلك الفارسية والروسية.

في الكثير من الأخبار والتحليلات الصادرة عن فصائل المعارضة السورية المختلفة ووسائل إعلامها، لا يتم التمييز، عند الحديث عن دور النظام الإيراني في سوريا، بين النظام أو الحكومة الإيرانية وبين الشعب الإيراني. لكن الكثير من الإيرانيين لا يتماهون مع حكومتهم ولا يتفقون مع ما تفعله في سوريا، سواء كان ذلك لأسباب تقدمية أو محافِظة.

لماذا هذه مشكلة

لسنا في موقع الحكم وليس في نيّتنا أن نملي عليكم ما يجب أن تفعلوه أو كيف تقومون بما تقومون به. لكن يبدو لنا، من حيث نقف، أن انعدام التواصل هذا ونقص المعلومات الموجهة للرأي العام في بلد أحد أهم اللاعبين في الأزمة السورية خطأ كبير، استراتيجياً وتكتيكياً على حدّ سواء.

استراتيجياً، تبدو فصائل المعارضة السورية الرئيسية مشغولة أكثر من اللازم بالسياسة على مستوى الدول ولا تعير اهتماماً كافياً لأهمية تعبئة الرأي العام وكسب دعم القواعد الشعبية في أنحاء العالم. وهي مفارقة ملفتة بالنسبة لثورة شعبية كالثورة السورية.

على سبيل المثال، سمعنا أن السيد معاذ الخطيب من المعارضة السورية التقى مؤخراً بوفد إيراني رسمي في برلين. بغض النظر عن إمكانية النجاح يوماً بإقناع الحكومة الإيرانية بتغيير موقفها في سوريا، كان بودّنا أن نسمع أن المعارضة السورية تحاول أيضاً التواصل مع المعارضة الإيرانية والحركات الشعبية الإيرانية، تبني معها الصلات وتطلب منها الدعم والتضامن.

مقصدنا أن الثورة السورية لا تزال ثورة شعبية، كما تؤكدون أنتم أنفسكم، وليست مجرد أزمة دبلوماسية“.

تكتيكياً، يعرف الجميع أن دعم النظام الإيراني لنظام الأسد هو عملياً ما أبقى الأخير على قيد الحياة لمدة ثلاث سنوات – خاصة بعد دخول حزب الله رسمياً إلى سوريا في أواسط 2013. في الحقيقة لم تعد قوات النظام السوري هي من يقاتل مع مساندة من حزب الله والميليشيات الأخرى. إن من يقاتل بشكل أساسي في المعارك الكبرى هو، حسب معلوماتنا، مقاتلو حزب الله والميليشات الأخرى التي يموّلها ويتحكم بها الحرس الثوري الإيراني. ولم يكن لنظام الأسد أن يستمر 24 ساعة دون هذا الدور الإيراني المباشر. أما من يدفع فاتورة هذا الدور فهم عامة الإيرانيين.

وعليه، فعليكم، إن أردتم قطع حبل النجاة هذا أو إضعافه بشكل جدّي، أن تبذلوا جهداً أكبر لإعلام الإيرانيين بدور نظامهم في سوريا. وقد لا يساعد ذلك في وقف التدخل الإيراني في سوريا وحسب، بل سيعود كذلك بالنفع على الكثير من الإيرانيين الذين يعانون اقتصادياً من سياسات حكومتهم الخارجية.

اقتراحات عملية

غايتنا من هذه الرسالة هي مساعدة ودعم الثورة السورية. لذا نقدم لكم فيما يلي بعض الاقتراحات العملية التي نأمل أن تأخذوها بمحمل الجدّ.

نتمنى أن توّفروا معلومات وأخبار الثورة باللغة الفارسية، حتى يسمع الإيرانيون جانبكم من القصة، وليس فقط جانب النظاميين الإيراني والسوري. بالطبع سيكون إنشاء أقسام فارسية على مواقعكم ووسائل إعلامكم المختلفة حلاً مثالياً، لكن حتى لو اقتصر الأمر على ترجمة بعض التقارير الأساسية بين الفينة والأخرى، فذلك أفضل من لا شيء.

نتمنى أن تخصصوا جزءاً من ميزانياتكم الإعلامية لهذا العمل بالفارسية، لأنه في غاية الأهمية. سمعنا مؤخراً عن مبادرة جديدة أطلقها الائتلاف الوطني المعارض تحت اسم (أطلقْ إبداعك) لدعم وتمويل مشاريع إعلامية مهنية. حبذا لو خُصص قسم من هذه النقود لمشاريع إعلامية تستهدف الرأي العام الإيراني.

الحرب في سوريا تعني عامة الإيرانيين أيضاً، ليس لاعتبارات أخلاقية أو سياسية عامة وحسب، بل لأسباب مادية داخلية كذلك. على سبيل المثال، أصبح هناك الآن إيرانيون يفقدون أرواحهم في حرب غير عادلة ليست أصلاً حربهم؛ لقد بدأت التكاليف المالية لتدخل النظام الإيراني في سوريا تنعكس اقتصادياً على الناس العاديين في إيران بصورة جدية؛ لاشك أن إيران ككل ستواجه قريباً العواقب السياسية والقانونية لما تفعله حكومتنا في سورياوما إلى هنالك. يحتاج الإيرانيون أن يسمعوا منكم أن سوريا في طريقها لتصبح فيتنام إيران، وأن على الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والميلشيات العراقية أن تنسحب من سوريا سريعاً قبل فوات الأوان على الجميع.

الرجاء تجنب اللغة الطائفية والسياسة الطائفية. الحرب في سوريا سياسية وليست حرباً دينية. يحتاج الإيرانيون أن يسمعوا منكم أن الثورة السورية ليست مجرد متعصبين دينيين يكرهون الشيعة وإيران كبلد. يحتاجون أن يسمعوا منكم أن مشكلتكم مع النظام الإيراني وليست مع الشعب الإيراني والطائفة الشيعية.

نأمل أن تأخذوا هذه الاقتراحات بمحمل الجد وتناقشوها فيما بينكم وتعملوا بها.

مع فائق الاحترام والتضامن،

نامه شام

طهران، 23 نيسان/أبريل 2014

ملاحظات

[1] (نامه شام)، أو (رسائلمن الشام) بالفارسية، مجموعة من الناشطين والصحفيينالمواطنين الإيرانيين الذين يفضلون أن يبقوا مجهولين حالياً لأسباب أمنية. لكن لدينا أعضاء وأصدقاء خارج إيران ممن يستطيعون التحدث باسمنا دون تعريض حياتهم للخطر. إذا أردتم التحدث إليهم، الرجاء الاتصال بنا على البريد الإلكتروني [email protected].

للمزيد من المعلومات عن (نامه شام)، الرجاء الاطلاع على موقعنا الإلكتروني (www.naameshaam.org) وعلى صفحتنا على فيسبوك (https://www.facebook.com/pages/Naame-Shaam/438772749584524).

پاسخ دهید