سبب “أزمة” اللاجئين السوريين هو دعم النظام الإيراني للمجازر والتطهير الطائفي في سوريا
على الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إرسال فواتير التعامل مع ملايين اللاجئين السوريين إلى طهران
لاهاي، 11 أيلول/سبتمبر 2015 – قالت حملة “نامه شام” (1) اليوم إن دعم النظام الإيراني للمجازر والتطهير الطائفي المستمرين في سوريا هو السبب الرئيس لتزايد أعداد السوريين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا في ظروف يائسة.
كما أن النظام الإيراني يدعم النظام السوري اقتصادياً وينفق المليارات لتمكينه من ارتكاب هذه الجرائم. وكان نظام الأسد سيسقط منذ سنوات لولا هذا الدعم العسكري والاقتصادي الهائل الذي يقدمه له سباه باسداران (الحرس الثوري الإيراني).(2)
وقال مدير الحملات في “نامه شام”، فؤاد حمدان، إن “على الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إرسال فواتير التعامل مع ملايين اللاجئين السوريين إلى طهران، لأن النظام الإيراني هو المسبب الرئيسي لهذه المآسي. فسباه باسدران وميليشياته الشيعية، مثل حزب الله اللبناني، يشكلون عملياً قوة احتلال في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة النظام، وهم بالتالي من تجب محاسبتهم.”
وأضاف حمدان: “على الدول الأوروبية أن تتوحد في التعامل مع جذر “أزمة” اللاجئين السوريين وأن لا تكتفي بالتعامل مع تداعياتها، لأن ذلك لن يحل المشكلة.”
منذ بدء الثورة السورية في آذار/مارس 2011، أجبر ملايين السوريين على ترك منازلهم والهرب من الهجمات الأرضية والجوية والمجازر. وفي بعض المناطق، مثل دمشق وحمص، ينفذ النظامان الإيراني والسوري سياسة منهجية لتهجير السكان المدنيين وتدمير ممتلكاتهم أو الاستيلاء عليها.(3)
وقال شيار يوسف، مدير فريق البحوث والاستشارات في “نامه شام”، إن “قادة سباه باسداران والميليشيات الشيعية التي يمولونها ويتحكمون بها يشاركون النظام السوري المسؤولية عن الجرائم والمجازر التي تدفع هذا العدد الكبير من السوريين إلى الهرب من البلاد. كما أنهم ينفذون بشكل منهجي سياسة رسمية للتطهير الطائفي في أجزاء معينة من سوريا. ويبدو أن ما يقود هذه السياسة هو مزيج من تجار الحرب المتصلين بالدائرة الضيقة للنظام السوري وبرنامج “تشييع” يدفعه ويموله النظام الإيراني وحزب الله.”
وأضاف يوسف: “ليس من المفاجئ أن إحدى عواقب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية هذه هي ملايين من اللاجئين وآلاف من حالات الموت المأساوية في البحر المتوسط وغيره في الطريق إلى بر الأمان الأوروبي.”
وقد أدى التطهير الطائفي هذا إلى تغيير كبير في التركيبة الديموغرافية لبعض المناطق في سوريا. ويبدو أن الهدف من هذه الخطة هو تأمين ممر دمشق-حمص-الساحل على طول الحدود اللبنانية، من أجل تأمين استمرارية جغرافية وديموغرافية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وفي الوقت نفسه تأمين وصول شحنات الأسلحة إلى جيش إيران في لبنان، أي حزب الله. أما الشخص الرئيس الذي يقود هذه السياسة، والحاكم الفعلي لما يسمى بالمناطق الخاضعة لسيطرة النظام في سوريا، فهو الجنرال قاسم سليماني، قائد سباه قدس (فيلق القدس، الذراع الخارجية لسباه باسداران).
وكانت “نامه شام” قد سلّمت في شهر نيسان/أبريل الماضي تقريراً يحمل عنوان “التطهير الطائفي الصامت: الدور الإيراني في التدمير والتهجير في سوريا” إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، داعية المدّعية العامة في المحكمة لفتح تحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا.(3)
وقال حمدان تعليقاً على سير القضية: “ما زلنا ننتظر رد المدعية العامة، والذي كان يفترض أن يصلنا قبل 23 حزيران/يونيو، أي بعد شهرين من كتابنا الرسمي للمحكمة.”(4)
هذا ويلقي النظامان السوري والإيراني باللوم على داعش (أو ما يسمى بالدولة الإسلامية) ويحمّلونها المسؤولية عن المآسي التي تشهدها سوريا. لكن في الحقيقة، فعل هذان النظامان كل ما في وسعهما لتغذية التطرف السنّي وخلق نزاعات سنية-شيعية في سوريا والعراق. وما محاولة النظامين السوري والإيراني لترويج نفسيهما كـ “شريكين” في الحرب الدولية على داعش إلا سخرية صرفة.
وقال حمدان: “من الواضح أن تفاقم أزمة اللاجئين السوريين يعكس حالة اليأس التي يواجهها السوريون الذين كانوا قد فرّوا إلى تركيا ولبنان والأردن، حيث يقيم معظمهم الآن. إذ يشعر كثيرون منهم أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين قد تخلوا عنهم بعد توقيع الصفقة النووية مع إيران في تموز/يوليو الماضي.(5) ويعتقد كثير من السوريين أن بلدهم قد “بيعت” مقابل احتواء مطامح النظام الإيراني النووية. لذلك تراهم يخاطرون بحياتهم للوصول إلى أوروبا.”
وتطالب “نامه شام” أن يحيل مجلس الأمن الوضع في سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية، حتى يتم التحقيق في جميع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا وفق القوانين الدولية. وعلى ذلك أن يشمل الدور الذي لعبه سباه باسداران والميليشيات التي يتحكم بها، مثل حزب الله اللبناني.
كما تكرر (نامه شام) دعوتها للإدارة الأميركية للوفاء بوعودها بتسليح وتدريب ما يكفي من الثوار السوريين المعتدلين، ليس فقط لمحاربة داعش، بل كذلك لمحاربة المجموعات المرتبطة بالقاعدة وقوات وميليشيات النظامين السوري والإيراني. وبعد تدريب وتسليح عدد كاف من الثوار السوريين المعتدلين، يجب فرض مناطق حظر جوي لحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء سوريا، تماشياً مع عُرف “مسؤولية الحماية” الدولية.
ملاحظات للمحررين:
1. (نامه شام)، التي تعني “رسائل من الشام” بالفارسية، مجموعة من الناشطين والصحفيين المواطنين الإيرانيين والسوريين واللبنانيين، تركز على كشف دور النظام الإيراني في سوريا. للمزيد من المعلومات عن المجموعة ونشاطاتها، انظر www.naameshaam.org.
تتلقى (نامه شام) الدعم من (مؤسسة حكم القانون) في هولندا،www.lawrules.org.
2. للمزيد عن الدعم العسكري المقدم من النظام الإيراني للنظام السوري، انظر هنا.
3. انظر تقرير نامه شام “التطهير الطائفي الصامت: الدور الإيراني في التدمير والتهجير في سوريا“، الذي صدر في نيسان/أبريل 2015.
4. انظر هنا.
سلّم ممثل من (نامه شام) في 23 نيسان/أبريل 2015 مكتبَ المدّعية العامة في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي أيضاً تقريراً بعنوان “إيران في سوريا: من حليف للنظام إلى قوة احتلال”، والذي كان صدر في تشرين الثاني/نوفمبر 2014. انظر هنا.
5. قد تمنع “خطة العمل الشاملة المشتركة”، أو صفقة فيينا، بين إيران والقوى الدولية بشأن برنامج إيران النووي، الولايات المتحدة وحلفاءها في المستقبل من القدرة على الضغط على النظام الإيراني لوقف سياساته المزعزعة للاستقرار في سوريا والمنطقة بشكل عام. للمزيد عن ذلك، انظر هنا.