لاهاي/فيينا، 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2014 – قالت حملة (نامه شام) اليوم إن القرار الذي اتخذه المفاوضون في فيينا الاثنين بتمديد المفاوضات النووية بين إيران والقوى العالمية الكبرى لغاية حزيران/يونيو 2015 يعني تمديد رخصة النظام الإيراني بالاستمرار في تدخلاته العسكرية في العراق وسوريا وفي سياساته المزعزعة للاستقرار في لبنان واليمن.
وقال مدير فريق الأبحاث والاستشارات في (نامه شام) شيار يوسف إن “القوى الغربية، بتمديدها للمفاوضات النووية لسبعة أشهر أخرى وعدم اتخاذها لموقف أكثر حزماً، قد رضخت، مرة أخرى، لتكتيكات التنمّر التي يتبعها النظام الإيراني وأظهرت أنها لا ترغب فعلاً بفرض خطوط حمراء على هذا النظام المنفلت من عقاله.”
وأضاف يوسف إن “تمديد المحادثات النووية يعطي سباه باسداران (الحرس الثوري الإيراني) عملياً ضوءاً أخضر للاستمرار في سياساته المزعزعة للاستقرار في المنطقة. وبذلك تخذل القوى الغربية ضحايا الحروب الإيرانية في سوريا والعراق وتسمح للمنطقة بأكملها بأن تنحدر نحو المزيد من الفوضى.”
وتجادل (نامه شام) أن تدخل النظام الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن وزعزعته لاستقرار هذه البلدان محاولة منه لفرض نفسه كقوة إقليمية لن يستطيع أحد عندئذ منعها من الحصول على القنبلة النووية. إذ لم يتوقف سباه باسداران عن تقديم دعم عسكري واقتصادي هائل للنظامين السوري والعراقي وللميليشيات الشيعية التي تقاتل بالنيابة عنهما. كما أنه يموّل ويسلّح حزب الله في لبنان والميليشيات الحوثية في اليمن كرادع ضد أي هجوم محتمل على منشآت إيران النووية.
في هذه الأثناء، لا تزال الإدارة الأميركية تتبع سياسة “استنزاف بطيء” لإيران وللميليشات التابعة لها في المنطقة لأنها تعتقد أن حروب وكالة مع النظام الإيراني في هذه البلدان، رفقاً مع عقوبات اقتصادية تشلّ الاقتصاد الإيراني ومع خفض أسعار النفط، ستقود في المحصلة إلى تخلي إيران بشكل كامل عن أحلامها النووية العسكرية، أو حتى إلى انهيار النظام الإيراني. لكن التطورات على الأرض أثبتت أن هذه المقاربة واهمة ومضلَّلة.
وقال مدير الحملات في (نامه شام) فؤاد حمدان إن “الإدارة الأميركية لا تزال مصرّة على تجاهل الأسباب المترابطة لسعي النظام الإيراني لامتلاك أسلحة نووية ولتدخلاته العسكرية في المنطقة. لا تزال مصرّة على غضّ النظر عن ما يفعله سباه باسداران حقاً في سوريا والعراق ولبنان واليمن.”
وأضاف حمدان إن “سياسة الاستنزاف البطيء التي تتبعها الولايات المتحدة تجاه إيران في المنطقة تُطبق على حساب الشعوب العراقية والسورية واللبنانية واليمنية. لا يُعقل أن يكون تفكك هذه الدول الأربعة وزيادة الطائفية والتطرف في المنطقة بأكملها من مصلحة الولايات المتحدة وحلفائها.”
وتطالب (نامه شام) المفاوضين الغربيين في فيينا بأن يقولوا لنظرائهم الإيرانيين إن العقوبات الاقتصادية على إيران لن تُرفع حتى يتخلى النظام الإيراني بشكل كامل عن برنامجه النووي العسكري ويُنهي دعمه العسكري والاقتصادي للنظام السوري ويسحب كل ميليشياته من سوريا. كما يجب على النظام الإيراني أن يأمر حزب الله اللبناني بحلّ جناحه العسكري وأن ينهي دعمه للميليشيات الحوثية في اليمن. عندئذ فقط يمكن التفكير برفع تدريجي للعقوبات على إيران.
وقال حمدان إن “على النظام الإيراني أن يرى خطوطاً حمراء صريحة وواضحة كي يبدأ بالتفكير جدياً بوقف تدخله في سوريا والعراق ولبنان واليمن وغيرها من البلدان. لكن للأسف، لا يبدو أن الإدارة الأميركية ترغب حالياً بفرض خطوط حمراء كهذه.”
ملاحظات للمحررين:
1. (نامه شام) مجموعة من الناشطين والصحفيين المواطنين الإيرانيين والسوريين واللبنانيين، تركز على كشف دور النظام الإيراني في سوريا. للمزيد من المعلومات، انظروا موقع المجموعة على www.naameshaam.org. تتلقى (نامه شام) الدعم من مؤسسة (حكم القانون) في هولندا – www.lawrules.org.
2. أصدرت (نامه شام) في بدايات الشهر الجاري تقريراً معمقاً عن دور النظام الإيراني في الحرب المستمرة في سوريا. وتضمّ نتائج تقرير “إيران في سوريا: من حليف للنظام إلى قوة احتلال” النقاط التالية:
- كان النظام السوري سينهار منذ وقت طويل لولا الدعم العسكري والاقتصادي الإيراني الهائل، وهو مازال على قيد الحياة حتى الآن بسبب مليارات الدولارات التي صرفها النظام الإيراني على الأسلحة والمقاتلين الذين يرسلهم إلى سوريا، بالإضافة للقروض وخطوط الائتمان التي قدمها للنظام الأسد، والتي تقدر قيمتها بمليارات الدولارت.
- يتحكم الحرس الثوري الإيراني بجميع العمليات العسكرية الكبرى في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في سوريا، ويتحكم بقوات الجيش السوري وميليشات النظام المختلفة، بما فيها ما يسمى بقوات الدفاع الوطني المعروفة بـ “الشبيحة”. وكان الجنرال الإيراني حسين حمداني قد قال في أيار/مايو 2014 إن “بشار الأسد يخوض هذه الحرب [في سوريا] كوكيل لنا.” النتيجة أن المناطق السورية الخاضعة للنظام هي عملياً مناطق محتلة من قبل إيران، وقائد سباه قدس – الذراع الخارجية لسباه باسداران – الجنرال قاسم سليماني هو الحاكم الفعلي لسوريا المحتلة من قبل إيران.
- النظام الإيراني متورط في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا، وتوجد أدلة كافية لفتح تحقيقات ومحاكمة القيادة العسكرية والسياسية الإيرانية لتورطها في جرائم مختلفة ارتكبت في سوريا، بما في ذلك مجزرة الغوطة الكيميائية في آب/أغسطس 2013 واستخدام البراميل المتفجرة ضد المدنيين.
- الهدف الأساسي من الحرب الإيرانية في سوريا هو الحفاظ على إمكانية إرسال شحنات الأسلحة لحزب الله في لبنان عن طريق سوريا، من أجل إبقاء حزب الله رادعاً قوياً ضد أي هجوم محتمل على برنامج إيران النووي العسكري. وتعتمد هذه الشحنات اليوم بشكل كامل على طرق برية مهددة تمر عبر سوريا.
3. روابط تقرير “إيران في سوريا: من حليف للنظام إلى قوة احتلال”: