عمر الخطيب، أورينت نت – 27/5/2014
عندما يرفع إيرانيون لافتات تطالب بالتوقف عن مقايضة النووي الإيراني بسوريا، عندما يصرخ إيرانيون طالبين سحب الحرس الثوري وميليشيا “حزب الله” من سوريا،فهو أمر لابد من التوقف عنده لا سيما مع اختفاء شبه كامل للصوت إيراني المعارض لسياسات بلاده ودورها في قتل السوريين.
في 13 -5- 2014 تجمع عدد من المحتجين في مدينة فيينا، أمام مركز لاجتماع ضم وزير الخارجية الإيراني ومجموعة 5+1 لبحث الملف النووي الإيراني، بعض المحتجين وضع قناعاً على وجهه، ورفعوا لافتات كتب عليها بلغات ثلاث “عربية – إيرانية – إنكليزية” عبارات مثل ” لا تقايضو النووي الإيراني بسوريا” و”سوريا هي فيتنام إيران” وطالب المحتجون العالم بالضغط على إيران لسحب حرسها الثوري وميليشيا “حزب الله” من سوريا ولكي تكف عن قتل السوريين.
هذه المظاهرة لم يقم بها نشطاء سوريون أو أوربيون بل قام بها شبان إيرانيون تجمعوا تحت اسم “نامه شام” أي “رسائل من سوريا” وقد التقت اورينت نت بـ”حسين أمير” الناطق باسم تجمع “نامه شام”، حيث أخبرنا أن فكرة التجمع تشكلت في أعقاب مظاهرات جمعة ” لا للإحتلال الإيراني لسوريا” 8-11-2013 حيث أن تسمية الجمعة أعادت من جديد طرح الأسئلة عن حقيقة ما يجري في سوريا “كنا نشاهد الصور ومقاطع الفيديو عن التظاهرات في سوريا، وصدمنا أننا كإيرانيين لا نعرف إلا القليل عما يحدث في سوريا، فمعظم معلوماتنا تأتي من وسائل إعلام منحازة وتخضع لسيطرة النظام الإيراني “.
تضليل إعلامي إيراني
يكمل حسين بأنهم كانوا يجهلون مدى التورط الإيراني او المشاركة بالأحرى في ما يجري “كم من المال العام تدفع الحكومة لتسليح نظام بشار الأسد في حربه ضد الشعب السوري؟ كم من مقاتلي الحرس الثوري يحاربون في سوريا إلى جانب النظام، هل يشاركون بالحرب أم مجرد استشاريين كما يروج النظام؟ ما مدى تورط حزب الله؟ كانت هذه الأسئلة تدور في رؤوسنا ولم نجد جوابا شافيا فالجهات الإيرانية الرسمية تكذب، لذلك توجهنا إلى ناشطين لبنانييين سوريين وهكذا اقمنا تجمع نامه شام”.
لكن ماذا عن الشعب الإيراني؟ لا شك أننا كسوريين توقعنا من الشعب الإيراني، الذي يخضع كذلك لنظام ديكتاتوري يشبه كثيرا نظام بشار الأسد فالحرس الثوري والمخابرات الإيرانية ” الباساج” يتحكمان في كل شيء، توقعنا منهم أن يفهموا ما يجري في سوريا وان يدركوا حقيقة النظام فهم أي الإيرانيين تعرضت انتفاضتهم الأخيرة عام 2009 لقمع ممنهج وعوقبوا بالاعتقال والتعذيب.
“بعض أنصار النظام الإيراني يعرفون ما يجري، والبعض الآخر يريد أن يصدق أكاذيب الحكومة وإغلاق عيونهم وآذانهم، نشطاء المعارضة تعرف قليلا. والغالبية العظمى من الناس لا يعرفون. هذا أحد أسباب إنشاء “نامه شام” لمحاولة بلوغ كل شخص منهم. الإيرانيون حاليا مشغولون عن بقية العالم بتأمين لقمة العيش فالأوضاع الاقتصادية بغاية الصعوبة والناس تشكو وتخاف من الفقر.
فسوريا بعيدة جدا بالنسبة للإيرانيين، أما عن مدى تورط “الحرس الثوري” الإيراني في سوريا ومدى ارتباطه بالحالة العامة في إيران فهي غير معروفة أو “مغيبة من العقول” لذلك نعمل نحن في نامه شام على توضيح الأثر الاقتصادي والانساني لهذه الحرب على الإيرانيين.”
بشار الأسد واحد من النظام الإيراني
يحدثنا حسين أمير عن مدى قوة الشائعة التي يقوم النظام الإيراني بترويجها عن حرب “سنية شيعية” في العراق وسوريا ولبنان، وللأسف فالكثير من الإيرانيين يصدق ذلك كما يقول حسين ويضيف:
“للأسف استطاع النظام الإيراني فرض فكرة أن ما يجري في سوريا هو صراع “سني شيعي” وأن العدو الحقيقي لإيران في سوريا هم “التكفيريين” وبشار الأسد هو واحد من الإيرانيين!”. يكمل حسين عن حقيقة أن الشعب الإيراني تعب من فكرة “تصدير الثورة” والتوجه إلى “الشيعة” العرب لاستخدامهم سياسياً كما نجحت إيران في لبنان والعراق، فالإيرانيين يعلمون تماما أن العقوبات على إيران والقلق الدولي ليس بسبب النووي فقط بل أيضا بسبب ممارسات “الحرس الثوري” وتدخلاته في دول المنطقة” النظام الإيراني يصنع العديد من الأعداء لإيران، بسبب سياساته، والشعب الإيراني يشعر بالقلق لأنه هو من سيدفع الثمن”
فالانتفاضة عام 2009 التي قام بها الشعب الإيراني احتجاجاً على ما يجري، أظهرت مدى قوة أنصار “نموذج” حزب الله.
“نحن في نامه شام نعلم تماماً ان الآلاف من حزب الله ومن الشيعة العراقيين يقاتلون في صف نظام بشار الأسد، ونعلم أيضاً عن مئات وربما آلاف من الحرس الثوري موجودين في سوريا أيضا ويقاتلون في صف النظام، ونعلم أن النظام الإيراني يدفع شهريا الملايين وربما المليارات كلفة هذه المجهودات الحربية، مع العلم أن إيران تعاني مشاكل بالاقتصاد التضخم انخفاض في قيمة العملة…. إيران تنزف في سوريا التي تتحول إلى فيتنام للحرس الثوري وحزب الله” …..” في نامه شام نحاول ان نشرح للإيرانيين هذا الواقع”.
عار على الحرس الثوري
عن صلات نامه شام بالسوريين يقول حسين أنهم استطاعوا التواصل مع عدد من الناشطين وأنهم بدأوا التنسيق معهم في النشاطات الداعمة للشعب السوري وأضاف حسين:
” كإيرانيين نعارض دعم إيران لنظام الديكتاتور الأسد لأن بشار يقتل السوريين فقط ليحافظ على حكم عائلته وسلطتها، ولضمان وصول الأسلحة لحزب الله. إنه لعار على الحرس الثوري وحزب الله والميليشيات العراقية قيامهم بالمشاركة في قمع السوريين وتدمير بلدهم. لقد صنعت إيران حزب الله ليكون لها وجود عسكري على حدود “إسرائيل”، حزب الله هو الحرس الثوري، حزب الله هو إيران في قلب لبنان! إيران صنعت حزب الله لتقول للعالم الغربي أن أي هجوم على مشروعها النووي سيؤدي إلى رمي “تل أبيب” بالصواريخ”.
يرى حسين أن “الحرس الثوري” هو المسؤول عن كل ما يحصل فهو يعمل كل شيء ليقايض على مشروعه النووي. ويعود حسين إلى “حزب الله” الذي يعتبره فصيل من الحرس الثوري الإيراني ” إذا لم يعد حزب الله يمثل ذلك التهديد الرادع فسوف يشعر النظام الإيراني بأنه أكثر عرضة للخطر، فالجيش الإيراني في لبنان “حزب الله” يجب أن يبقى قوة ردع مخيفة مهما كان الثمن. الشيعة في العراق ولبنان وكذلك سوريا يموتون فقط ليمتلك الحرس الثوري قنبلته النووية يوما ما.
المحزن أن الحرس الثوري سيقاتل حتى آخر شيعي لبناني وعراقي ليضمن بقاء الرادع على حدود “إسرائيل”، فإنشاء حزب الله لم يكن بهدف تحرير الجنوب أو فلسطين. فلبنان بالنسبة للإيرانيين هو مجرد رادع ل”إسرائيل” وللغرب حتى يكمل الحرس الثوري صناعة قنبلته ويضمن النظام الإيراني استمراره”.
يجب ايصال صوت السوريين للإيرانيين
عند الحديث عن إعلام الثورة وهل يصل صوته إلى الشعب الإيراني كان عند حسين الكثير ليقوله
” نناشد جميع أصدقائنا السوريين للتواصل مع الشعب الإيراني، باللغتين الإنكليزية والفارسية، لنقدم المعلومات والأخبار بالفارسية، حتى يتمكن الشعب الإيراني من سماع جانب السوريين للقصة، ليس فقط من جانب النظامين السوري والإيراني. بضعة اقسام على مواقع الويب ووسائل الإعلام التابعة للشعب السوري باللغة الفارسية تكفي حتى لو كانت تقدم فقط بعض التقارير الأساسية”.
وتوجه حسين أمير للشعب السوري: “الحرب في سوريا تتعلق الجمهور الإيراني أيضا، وليس فقط لاعتبارات أخلاقية أو سياسية عامة، ولكن لأسباب داخلية ومادية أيضا. على سبيل المثال، هناك الآن الإيرانيين الذين يفقدون حياتهم في حرب ظالمة ليست لهم حتى، التكاليف المالية لتدخل النظام الإيراني في سوريا هو بداية ستؤثر بشكل خطير على الايرانيين العاديين من الناحية الاقتصادية، سوف تدفع بإيران ككل لمواجهة الآثار السياسية والقانونية لإجراءات حكومتنا في سوريا …وهكذا دواليك. الإيرانيون بحاجة لكي نسمع منكم أن سوريا أصبحت ” فيتنام إيران. وأن الحرس الثوري ، حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية بحاجة إلى الانسحاب من سوريا قبل فوات الأوان للجميع.
ندعو أصدقائنا السورية لتجنب اللغة الطائفية و السياسة الطائفية. الحرب في سوريا هي سياسية وليست دينية. الايرانيون في حاجة الى السماع منكم أن الثورة السورية ليست على شاكلة “المتعصبين الدينيين” الذين يرسمهم النظام الإيراني على أنهم يكرهون الشيعة وإيران كبلد. انهم بحاجة إلى السماع منكم أن لديكم مشكلة مع النظام الإيراني، وليس مع الشعب الإيراني أو المجتمع الشيعي.”