لاهاي، 14 كانون الثاني/يناير 2015 – قالت حملة (نامه شام) (1) اليوم إن سياسات النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن تشكّل وقوداً للمزيد من التطرّف الديني، الذي لن يؤدي بدوره سوى للمزيد من الهجمات الإرهابية في الغرب، كتلك التي وقعت مؤخراً في باريس.
ولا شك أن النظام السوري كان سينهار منذ زمن طويل لولا الدعم الإيراني العسكري والاقتصادي الهائل. إذ أرسل ويرسل سباه باسدران (الحرس الثوري الإيراني) الآلاف من المقاتلين الشيعة من حزب الله اللبناني، بالإضافة للميليشيات العراقية والأفغانية، إلى سوريا لمساندة نظام الأسد في محاربة الثوار السوريين. وقد قتلت هذه الميليشيات مئات الآلاف من المدنيين السنّة وشردت الملايين غيرهم إلى دول الجوار.
في العراق، منذ انسحاب القوات الأميركية عام 2011، يساعد سباه باسداران القوات الحكومية والميليشيات الشيعية على قمع الأقلية السنّية. وقد ساهم ذلك في تصعيد التوتر الطائفي الذي أدى إلى صعود داعش (أو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) وتمكينه من السيطرة على مساحات واسعة من العراق وسوريا.
وقال شيار يوسف، مدير البحوث والاستشارات في (نامه شام): “يحاول النظامان السوري والإيراني تسويق نفسيهما كشركاء في التحالف الدولي ضد داعش والمجموعات الأخرى المتصلة بالقاعدة في المنطقة. في الوقت نفسه، لم يتوقف كلا النظامين عن تسهيل نشاط هذه المجموعات واستخدامها لمصلحته الخاصة. وفي هذه الأثناء، يستمر سباه قدس، الذراع الخارجي لسباه باسداران، والميليشيات الشيعية التي يتحكم بها في سوريا والعراق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تساهم في تفاقم التطرف السنّي في المنطقة وفي بقية أنحاء العالم.”
وكان تقرير حديث لـ (نامه شام) (2) قد وثّق الصلات بين النظامين السوري والإيراني من جهة وداعش والمجموعات الأخرى المتصلة بالقاعدة من جهة أخرى. ويخلص التقرير إلى أن كلا النظامين قد اخترق وتعاون واستخدم هذه المجموعات لحرف الثورة السورية عن مسارها نحو العسكرة والطائفية، ولتبرير أعمالهما العسكرية ضد المتظاهرين والثوار السوريين.
كما لعب سباه قدس دوراً رئيسياً في إنشاء وتدريب وتسليح ميليشيا النظام السوري المعروفة بقوى الدفاع الوطني أو “الشبيحة”. وكانت هذه الميليشيا قد أنشئت على غرار قوات الباسيج الإيرانية وتجربتها في قمع الحركات الاحتجاجية في إيران، خاصة تظاهرات 2009 المطالبة بالديمقراطية، والتي تُعرف بالحركة الخضراء. ويضمّ تقرير (نامه شام) أمثلة عدة عن مجازر ارتكبتها قوات الدفاع الوطني ضد مدنيين سنّة.
وقال مدير الحملات في (نامه شام) فؤاد حمدان: “إن قيادة إيران السياسية والعسكرية متورطة في جرائم كبرى في العراق وسوريا، وهي تساهم في زعزعة استقرار لبنان عبر حزب الله واستقرار اليمن عبر الميليشيات الحوثية. النظام الإيراني هو جذر الحروب والتطرف السنّي اللذين نشهدهما اليوم في العراق وسوريا. ولا شك أن الهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس كانت نتيجة غير مباشرة لدور سباه قدس في قتل وتشويه مئات الألاف من المدنيين السنّة في سوريا والعراق وتشريد الملايين من ديارهم.”
وأضاف حمدان: “لم تكن داعش لتوجد لولا نظام الأسد والميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً في سوريا والعراق. لا يمكن للنظام الإيراني أن ينجو بجرائمه هكذا، ببساطة، ويصبح “شريكاً” في الحرب الدولية ضد الإرهاب.”
في هذه الأثناء، تستمر الإدارة الأميركية في استراتيجيتها المثيرة للجدل تجاه إيران، والمتمحورة حول استنزاف النظام الإيراني ببطء في حروب العراق وسوريا، وكذلك في لبنان واليمن. ويبدو أن الرئيس باراك أوباما وفريقه لا يزالون يأملون أن حروب وكالة مع النظام الإيراني في هذه البلدان، رفقاً مع عقوبات اقتصادية صارمة تشلّ الاقتصاد الإيراني وأسعار نفط منخفضة، ستكون كفيلة في المحصلة بإجبار طهران على التخلي عن خططها النووية العسكرية، أو تؤدي حتى إلى انهيار النظام الإيراني (الفوز بالحرب في سوريا في شوارع طهران).
وتطالب (نامه شام) المفاوضين الغربيين في فيينا أن يقولوا لنظرائهم الإيرانيين أن العقوبات الاقتصادية على إيران لن تُرفع حتى يتخلى النظام الإيراني كلياً عن برنامجه النووي العسكري، ويسمح بتشكيل حكومة عراقية تمثل فعلاً جميع أطياف المجتمع العراقي، ويوقف دعمه الاقتصادي والعسكري للنظام السوري ويسحب كل ميليشياته من سوريا. كما يجب على النظام الإيراني أن يوقف دعمه للميليشيات الحوثية في اليمن ويأمر حزب الله اللبناني بحلّ جناحه العسكري. فقط عندئذ يمكن التفكير برفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية على إيران.
ملاحظات للمحررين:
1. (نامه شام) مجموعة من الناشطين والصحفيين المواطنين الإيرانيين والسوريين واللبنانيين، تركز على كشف دور النظام الإيراني في سوريا. للمزيد من المعلومات، انظروا موقع المجموعة على www.naameshaam.org. تتلقى (نامه شام) الدعم من )مؤسسة حكم القانون) في هولندا – www.lawrules.org.
2. أصدرت (نامه شام) في تشرين الثاني/نوفمبر 2014 تقريراً معمقاً عن دور النظام الإيراني في الحرب المستمرة في سوريا. وتضمّ نتائج تقرير “إيران في سوريا: من حليف للنظام إلى قوة احتلال” النقاط التالية:
- يتحكم الحرس الثوري الإيراني بجميع العمليات العسكرية الكبرى في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في سوريا، ويتحكم بقوات الجيش السوري وميليشيات النظام المختلفة، بما فيها ما يسمى بقوات الدفاع الوطني المعروفة بـ “الشبيحة”. وكان الجنرال الإيراني حسين حمداني قد قال في أيار/مايو 2014 إن “بشار الأسد يخوض هذه الحرب [في سوريا] كوكيل لنا.” النتيجة أن المناطق السورية الخاضعة للنظام هي عملياً مناطق محتلة من قبل إيران، وقائد سباه قدس – الذراع الخارجية لسباه باسداران – الجنرال قاسم سليماني هو الحاكم الفعلي لسوريا المحتلة من قبل إيران.
- النظام الإيراني متورط في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا، وتوجد أدلة كافية لفتح تحقيقات ومحاكمة القيادة العسكرية والسياسية الإيرانية لتورطها في جرائم مختلفة ارتكبت في سوريا، بما في ذلك مجزرة الغوطة الكيميائية في آب/أغسطس 2013 واستخدام البراميل المتفجرة ضد المدنيين.
- الهدف الأساسي من الحرب الإيرانية في سوريا هو الحفاظ على إمكانية إرسال شحنات الأسلحة لحزب الله في لبنان عن طريق سوريا، من أجل إبقاء حزب الله رادعاً قوياً ضد أي هجوم محتمل على برنامج إيران النووي العسكري. وتعتمد هذه الشحنات اليوم بشكل كامل على طرق برية مهددة تمر عبر سوريا.
3. روابط تقرير “إيران في سوريا: من حليف للنظام إلى قوة احتلال”:
-
النص الكامل للتقرير بالإنكليزية
-
الملخص التنفيذي للتقرير بالعربية
-
الملخص التنفيذي للتقرير بالفارسية
-
تصريح صحفي بالإنكليزية
-
تصريح صحفي بالعربية
-
تصريح صحفي بالفارسية
-
خطاب جديد وتوصيات سياسية بالإنكليزية
-
خطاب جديد وتوصيات سياسية بالعربية