“نامه شام”.. رسائل توثق الدور الإيراني في سوريا
في واشنطن وفيينا وبرلين وعواصم أخرى ينشط صحفيون شباب -بينهم إيرانيون- لتوثيق تدخلات طهران في سوريا، وإقناع العالم بأن بشار الأسد لم يعد يملك من الأمر شيئا أمام سطوة قاسم سليماني وقوة حزب الله.
سلافة جبور- دمشق | 26/5/2015
“نحن مجموعة من الناشطين والمواطنين الصحفيين الإيرانيين والسوريين واللبنانيين.. نعمل بشكل مستقل بهدف التركيز على دور طهران في قمع الثورة السورية”.
بهذه الكلمات تعرّف مجموعة “نامه شام” نفسها وتوضح أهدافها على موقعها الإلكتروني.
وتعني “نامه شام” باللغة الفارسية “رسائل من سوريا”. وبدأت المجموعة نشاطاتها من برلين في أبريل/نيسان 2014، وتقول إنها تحاول “فضح دور النظام الإيراني في سوريا”.
وتنوعت نشاطات المجموعة من مظاهرات ووقفات احتجاجية، إلى تصريحات صحفية ورسائل وتقارير موجهة للحكومات وعدة جهات دولية.
وإلى جانب برلين، نظمت المجموعة نشاطات في فيينا وباريس ولندن وواشنطن وعواصم أخرى، وتقول إنها تحاول المساهمة في “وقف حمام الدم بسوريا ومحاسبة المسؤولين عنه، وعلى رأسهم آية الله علي خامنئي والجنرال قاسم سليماني المسؤولين عن إدارة المسرحية في سوريا”، كما جاء على موقعها الإلكتروني.
الرأي العام
مدير البحوث والاستشارات في “نامه شام” شيار يوسف يقول للجزيرة نت إنهم يتواصلون مع الرأي العام والمعارضة في الدول الداعمة لنظام بشار الأسد من أجل تعريفهم بما يحدث فعلاً في سوريا وكسب تعاطفهم.
ويضيف يوسف أن إضعاف مصادر دعم النظام السوري كان الهدف الأساسي الذي دفع عدداً من الناشطين الإيرانيين والعرب إلى تأسيس المجموعة.
ويعتبر أنه “كان واضحاً منذ البداية أن السياسة التي انتهجها النظام السوري لمواجهة الثورة ستؤدي تدريجياً إلى سيطرة إيران والمليشيات التابعة لها على الجيش والسياسة والاقتصاد في سوريا”.
ويقول يوسف إنهم يعملون على فضح الدور الإيراني وفهم كيفية نموه وتغيره منذ المراحل المبكرة، “مع بقاء معظمنا مجهولي الهوية لأسباب أمنية”.
وترى المجموعة أنها شكلت فرصة لسد الفراغ الحاصل “بسبب تقصير المعارضة السورية في عمليات التواصل مع معارضة الدول الداعمة للنظام”.
ويرى الصحفي يوسف أن الحديث عن الدور الإيراني في سوريا لا يزال ضمن إطار الأفكار العامة الطائفية، دون أن يصل حدّ فضح وتوثيق هذا الدور بشكل منهجي ومفيد.
وبحسبه، ساهمت تقارير ونشاطات “نامه شام” في زيادة الوعي العام بالدور الإيراني “المزعزع للاستقرار في سوريا والمنطقة بشكل عام”.
ردود إيجابية
أما مدير الحملات في “نامه شام” فؤاد حمدان فتحدث للجزيرة نت عن عدد من الاجتماعات التي تعقدها المجموعة في واشنطن مع صحفيين ومراكز بحوث مؤيدة للجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، إضافة إلى نواب كونغرس من كلا الجانبين لإقناعهم بالتحرك لوضع حد للحرب في سوريا.
ويؤكد حمدان تلقي المجموعة ردود فعل إيجابية حيال “محاولات فضح الدور الإيراني” هناك.
ويرى حمدان أن النظام السوري توفي منذ العام 2012، ومن يحكم اليوم فعليا هم الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.
وخلال ندوة في معهد الشرق الأوسط بواشنطن يوم 18 مايو/أيار الحالي، أصدرت المجموعة تقريراً بعنوان “التطهير الطائفي الصامت.. الدور الإيراني في التدمير والتهجير بسوريا”.
ويتهم التقرير بشار الأسد وداعميه الإيرانيين واللبنانيين بتهجير المدنيين السوريين بشكل منهجي، وتدمير ممتلكاتهم والاستيلاء عليها في مناطق أهمها دمشق وحمص.