تمهيد

يركز هذا التقرير على نوعين محددين من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت مراراً في مناطق معينة من سوريا منذ آذار/مارس 2011 : تدمير ممتلكات المدنيين أو الاستيلاء عليها بشكل غير مشروع، وتهجير السكان المدنيين أو نقلهم بشكل قسري.

يشكل هذان النوعان من الجرائم معاً ما يبدو أنه سياسة رسمية للتطهير الطائفي، يدفعها مزيج من تجارة حرب مافيوزية تتصل بالحلقة الضيقة للنظام السوري، وبرنامج تشييع يدفعه ويموّله النظام الإيراني ويُطبّق بمساعدة حزب الله اللبناني.

لقد قيل وكُتب الكثير عن هذين الموضوعين خلال السنتين الماضيتين. لكن بالكاد ثمة أشخاص وجهات – حسب علمنا – تعمل على توثيق وتحليل المعلومات المتاحة في هذا الخصوص بشكل منهجي ومفيد قانونياً. الكثير مما يُنشر وينتشر عن الموضوع لا يعدو في الغالب أن يكون إشاعات، تقارير غير مؤكدة أو معلومات غير متسقة.

لذا فالهدف الرئيسي من هذا التقرير هو قرع ناقوس الخطر للتنبيه إلى ما يبدو أنه قضية هامة جداً لمستقبل سوريا. لا يدّعي التقرير ولا يهدف إلى تقديم أدلة مفصّلة عن أمثلة محددة عن الجرائم قيد البحث. كل ما يفعله التقرير هو عرض بعض الأمثلة والمؤشرات على جرائم ستتطلب المزيد من التمحيص والتحقيق من قبل جهات مختصة. ونأمل أن الإطار القانوني الملحق بالتقرير سيحفز جهوداً كهذه ويقدّم لها بعض التوجيه.